...
👋 مرحباً!
تواصل معنا الآن

الحوسبة السحابية Cloud Computing | ثورة تقنية تغيّر وجه العالم

  • أبريل 9, 2024
الحوسبة السحابية

تخيّل أنه لديك مكتبة ضخمة من الكتب والأفلام والمسلسلات والبرامج! وبدلًا من شراء ما تريده منهم يمكنك استعارته من المكتبة فقط عندما تحتاج إليه!.

هذا هو المفهوم المبسّط للحوسبة السحابية Cloud computing، فبدلًا من شراء أجهزة كمبيوتر وبرامج وتخزين، يمكنك استئجارها من الأنترنت متى احتجت، وعندها ستدفع مقابل احتياجك فقط، ويمكنك زيادة أو تقليل هذا الاحتياج.

أليس هذا مذهلًا؟!.

سنتحدث في هذا المقال بشكل مفصّل عن مفهوم الحوسبة السحابية وأنواعها وخدماتها، وكيف ساهمت بشكل كبير في تلبية متطلبات التزايد الهائل في البيانات وأمور التخزين في العالم. لذا تابع معنا لتعرف أكثر.

مفهوم الحوسبة السحابية Cloud Computing 

يختلف تعريف الحوسبة السحابية من شركة إلى أخرى، فكلّ شركة ممكن أن تعطيه تعريف مغاير، ولكن بشكل عام فالمفهوم الأبسط والأوضح هو: 

تقديم الخدمات والموارد والأنظمة الحاسوبية عن طريق الإنترنت، من الخوادم (Servers) إلى قواعد البيانات (Databases) إلى الطاقة اللازمة لتشغيل الأجهزة.

كما أنها تسمح لك بالتعديل على هذه الموارد بسهولة من أي مكان في العالم وفي أي وقت من دون أن تضطر إلى التعامل معها بشكل ملموس أو مادي.

وبالنهاية يكون الدفع على هذه الخدمات أو الأجهزة على حسب استخدامك فقط، وهنا ينطبق عليها مفهومين هامّين:

1- On-demand Delivery

    وتعني الحصول على موارد الحوسبة السحابية عند الطلب دون الحاجة إلى تكوين مسبق.

2- Bay as you go

    وتعني الدفع فقط مقابل الموارد التي تستعملها في الحوسبة السحابية.

وهذا يعني تحسين الكفاءة والإنتاجية وخفض التكاليف، في ظلّ التزايد الضخم للبيانات والموارد والمتطلبات.

التكنولوجيا ما قبل الحوسبة السحابية وما بعدها

قبل ظهور الحوسبة السحابية كانت التكنولوجيا محصورة في أجهزة الكمبيوتر المحلية، وكان الوصول إلى البرامج والتخزين محدودًا، ولكن ومع ظهور السحابة انتقلت التكنولوجيا إلى الإنترنت وزادت القدرة على التوسع، وانخفضت تكاليف البنية التحتية. في الجدول التالي نستعرض مقارنة بسيطة ما بين المرحلتين:

قبل الحوسبة السحابية

بعد الحوسبة السحابية

  الخوادم  Servers

  • مخدمات تقليدية، حيث كانت الشركات تشتري وتدير خوادمها الخاصة.
  • هذه السيرفرات كانت موجودة في مراكز بيانات مملوكة للشركات، كما ومسؤولة عن صيانتها وتحديثها.
  • هذه العملية باهظة الثمن وتتطلب وقتًا طويلًا.
  • أصبح هناك خوادم سحابية تستأجرها الشركات من مزوّدي الخدمات السحابية.
  • توجد هذه السيرفرات في مراكز بيانات مملوكة لمزوّدي الخدمات السحابية، وهم المسؤولون عن صيانتها وتحديثها.
  • هذه العملية أرخص وأسرع من شراء وتشغيل المخدمات التقليدية.

التطبيقات Applications

كانت التطبيقات مثبتة على خوادم محلية، والوصول إليها محدودًا بالموقع، بالإضافة إلى أنه كان من الصعب تحديث التطبيقات. الآن يمكن تشغيل التطبيقات في السحابة، والوصول إليها من أي مكان، وعملية تحديثها أصبحت أسهل.

التخزين Storage

كانت البيانات مخزنة على محركات أقراص محلية، وكان من الصعب نسخ تلك البيانات احتياطيًّا واستعادتها. أما حاليًّا فيمكن تخزين البيانات في السحابة مع إمكانية عمل نسخ احتياطية منها واستعادتها في أي وقت.

أنواع الخدمات في الحوسبة السحابية

تنقسم خدمات تقنية الحوسبة السحابية على نطاق واسع إلى ثلاث فئات هي:

  • البنية التحتية كخدمة Infrastructure as a service و تعرف اختصارًا بالرمز IaaS.
  • المنصة كخدمة Platform as a service وتعرف اختصارًا بالرمز PaaS. 
  • البرمجيات كخدمة Software as a service وتعرف اختصارًا بالرمز SaaS.

وتتكون العديد من خدمات السحابة من نوعين أو أكثر من المكونات السابقة، فمثلًا توفر Google docs البنية التحتية كخدمة بالإضافة إلى التطبيقات.

البنية التحتية كخدمة Infrastructure as a service IaaS

تعتبر IaaS الأساس أو الطبقة السفلية من الحوسبة السحابية، وتوفر للشركات إمكانية الوصول إلى موارد تقنية مثل الأجهزة الافتراضية، والتخزين، والشبكات، وقواعد البيانات، والأمان، دون الحاجة إلى شراء أو صيانة الأجهزة.

تعمل IaaS بنظام الدفع مقابل الاستخدام، مما يعني أن الشركات تدفع فقط مقابل ما تستخدمه من موارد. هذا النموذج يوفر للشركات العديد من المزايا، وإليك أهم مزايا البنية التحتية

  • توفير المال: لا داعي لشراء أو صيانة الأجهزة.
  • قابلية التوسع: يمكنك توسيع نطاق استخدامك بسهولة.
  • المرونة: يمكنك استخدام IaaS لأي نوع من التطبيقات.
  • الموثوقية: توفر مزودي IaaS ضمانات عالية للتشغيل.
  • الأمان: توفر مزودي IaaS ميزات أمان متقدمة.

أشهر مزودي البنية التحتية 

تعرف على أشهر مزودي البنية التحتية السحابية اليوم. يلعبون دورًا محوريًا في دعم الأعمال عبر الإنترنت:

  •   Amazon Web Services  
  • Microsoft Azure
  •  Google Cloud Platform

المنصة كخدمة Platform as a service

PaaS هي المستوى التالي من الحوسبة السحابية، وهي مصممة خصيصًا للمنظمات التي تقوم بتطوير أو تعديل تطبيقات البرمجيات. 

توفر PaaS بيئة حوسبية جاهزة تدعم جميع مراحل دورة حياة تطوير البرمجيات، من النموذج الأولي إلى الاختبار والنشر والاستضافة. وبالإضافة إلى المزايا التي توفرها IaaS تتيح لك PaaS :

  • التركيز على التطوير: تتيح لك PaaS التركيز على تطوير التطبيقات بدلاً من إدارة البنية التحتية.
  • سرعة التسويق: تتيح لك PaaS تسريع عملية تطوير التطبيقات ونشرها.

أمثلة على مزودي PaaS في الحوسبة السحابية

تقدم منصات PaaS حلولاً متقدمة لتطوير التطبيقات، مسهلة على المطورين مهمة الإبداع والتطوير. هذه المنصات ترسم ملامح جديدة للبنية التحتية البرمجية.

  • Google App Engine
  • Heroku
  • Salesforce

البرمجيات كخدمة Software as a service

SaaS هي أعلى مستوى في الحوسبة السحابية، حيث يتم استضافة تطبيقات البرمجيات أو البيانات الخاصة بالمكتبة على شبكة الإنترنت. هذا المستوى من السحابة هو الأكثر سهولة في الوصول إليه من قبل المنظمات غير الربحية والمكتبات، لأنه يتطلب تطويرًا وتدريبًا قليلًا نسبيًا من داخل المنظمة للحصول عليه وتشغيله. فما هي مزايا SaaS؟

  • سهولة الاستخدام: لا داعي لشراء أو صيانة البنية التحتية.
  • المرونة: يمكنك استخدام SaaS لأي نوع من التطبيقات.
  • الوصول من أي مكان: يمكنك الوصول إلى التطبيقات من أي جهاز متصل بالإنترنت.

أمثلة على تطبيقات SaaS في الحوسبة السحابية

تطبيقات SaaS توفر للمستخدمين حلولاً برمجية سحابية مرنة وسهلة الاستخدام. من برامج إدارة العلاقات مع العملاء إلى أدوات التعاون الجماعي، هذه التطبيقات تغير طريقة العمل في الشركات.

  • Microsoft Office 365
  • Google Workspace
  • Dropbox
  • Zoom

أنواع الحوسبة السحابية

ليست كل السحب متشابهة، فكل منها يقدم مزايا وعيوبًا مختلفة تناسب احتياجات محددة.، لذا، من المهم اختيار نوع الحوسبة السحابية الذي يناسبك.

أولاً، عليك تحديد نوع النشر السحابي، وهو بنية الحوسبة السحابية التي ستُنفّذ عليها خدماتك، وهناك ثلاثة أنواع رئيسية:

السحابة العامة Public cloud 

الحوسبة العامة مملوكة ومُدارة من قِبل موفري للخدمات السحابية الخارجيين، الذين يقدمون موارد الحوسبة مثل الخوادم والتخزين عبر الإنترنت.

تعدّ Microsoft Azure مثالًا على السحابة العامة حيث تكون جميع الأجهزة والبرامج والبنية التحتية الداعمة الأخرى ملكًا لموفّر السحابة.

السحابة الخاصة Private Cloud 

تشير الحوسبة الخاصة إلى الموارد السحابية المستخدمة حصريًّا من قبل شركة أو مؤسسة واحدة، حيث يمكن وضع السحابة الخاصة فعليًّا في مركز البيانات الموجود في موقع الشركة.

بمعنى آخر السحابة الخاصة هي السحابة التي يتم فيها الحفاظ على للخدمات والبنية التحتية على شبكة خاصّة.

السحابة الهجينة Hybrid cloud 

تجمع السُّحب الهجينة بين السُّحب العامة والسُّحب الخاصة المرتبطة ببعضها البعض بواسطة التكنولوجيا التي تسمح بمشاركة البيانات والتطبيقات فيما بينها، من خلال السماح للبيانات والتطبيقات بالتنقل بين السحابات العامة و الخاصة.

حيث توفر السحابة المختلطة لشركتك قدرًا أكبر من المرونة والمزيد من خيارات النشر وتساعد على تحسين البنية الأساسية وعوامل الأمان.

وتحسين البنية السحابية SDN & SDS 

مع ازدياد اعتماد الشركات على الحوسبة السحابية، باتت الحاجة ملحة لتحسين كفاءة ومرونة وأمان البنى التحتية السحابية،حيث تلعب تقنيات مثل SDN و SDS دورًا محوريًا في تحقيق هذا الهدف، لذا دعنا نتعرّف على مفهوم كلّ منهما.

Software Defined Networking SDN

تعرف شبكات التحديد البرمجي (Software Defined Networking SDN) بأنها تقنية حديثة لإدارة الشبكات، إذ تتخلى هذه التقنية عن الطريقة التقليدية التي كانت تعتمد على أجهزة شبكات معقدة يصعب التحكم بها، كما وتتيح بدلاً عنها إدارة الشبكة بشكل برمجي باستخدام برامج كمبيوتر. علاوة على أنه في شبكات التحديد البرمجي، يتم فصل مستوى التحكم عن أجهزة الشبكات ووضعه ضمن برنامج كمبيوتر مركزي، وهذا يمنحنا سيطرة أكبر على الشبكة ومرونة أكبر في التحكم فيها.  أما المستوين الرئيسيين، هما:

  • مستوى البيانات (Data Plane): هو المستوى الذي تتحرك فيه البيانات فعليًا عبر الكابلات والأجهزة.
  • مستوى التحكم (Control Plane): هو المستوى الذي يتخذ فيه قرارات حول كيفية توجيه البيانات عبر الشبكة.

كذلك تعتبر شبكات التحديد البرمجي مفيدة جدًّأ في مجال الحوسبة السحابية إذ تتغير متطلبات الشبكة باستمرار، لذا وباستخدام برامج إدارة SDN، يمكن للمستخدمين إجراء تغييرات على الشبكة بسرعة وسهولة، مما يساعد على تحسين أداء الشبكة وكفاءة تشغيلها. ومثال على ذلك:

لنفترض أن لديك شركة تجارية تعمل في مجال التجارة الإلكترونية، حيث  يتزايد حجم طلبات العملاء بشكل كبير خلال مواسم الذروة، مما يتسبب في زيادة الضغط على شبكتك.

باستخدام شبكات الـ SDN، يمكنك بسهولة زيادة سعة الشبكة لتلبية الطلب المتزايد دون الحاجة إلى شراء أجهزة جديدة.

Software Defined Storage SDS

مع تزايد حجم البيانات بشكل كبير وملحوظ، أصبحت عملية تخزين البيانات وإدارة الخوادم أكثر تكلفة وتعقيدًا، ولتجاوز هذه التحديات ظهرت العديد من التقنيات الحديثة، ومن بين أكثرها فعاليّة كانت التخزين المحدد بالبرمجيات (Software Defined Storage SDS).

ببساطة، يقوم الـ SDS على فصل برمجيات التخزين عن أجهزتها بشكل افتراضي، حيث تعمل هذه البرامج كطبقة وسطى بين أجهزة التخزين الفعلية وطلبات البيانات، مما يمنحك تحكما أكبر في إدارة طلبات التخزين، وهذا يعني إمكانية التحكم بمكان وكيفية تخزين البيانات. وعلى سبيل المثال:

لنفترض أن لديك شركة متوسطة الحجم تمتلك كمية كبيرة من البيانات، حيث يتزايد حجم البيانات لديك بشكل مستمر، مما يتطلب زيادة سعة التخزين لديك. ومع استخدام التخزين المحدد بالبرمجيات SDS يمكنك:

  •  إضافة المزيد من سعة التخزين بسهولة عن طريق إضافة وحدات تخزين جديدة دون الحاجة إلى شراء خادم جديد.
  • كما وتحسين الأداء وذلك بتوزيع البيانات على وحدات التخزين المختلفة.
  • كذلك تحسين الأمان وذلك باستخدام ميزات الأمان المتقدمة التي توفرها برمجيات الـ SDS.

📌 ببساطة، تلعب SDS و SDN دورًا في تحسين البنية التحتية السحابية:

  • SDS: يُسهل تخزين البيانات وإدارتها بكفاءة مع خفض التكاليف من خلال فصل برمجيات التخزين عن أجهزتها.
  • SDN: يُتيح التحكم المرئي في الشبكة وتحسين أدائها وأمانها من خلال فصل مستوى التحكم عن أجهزة الشبكة.

معًا، تُشكل SDS و SDN حلًا متكاملًا لجعل البنية التحتية السحابية أكثر مرونة وقابلية للتوسع، مع خفض التكاليف وتحسين الأداء والأمان.

كما ترى يزداد اعتماد الشركات على الحوسبة السحابية، مما يزيد الطلب على المهارات المتخصصة في هذا المجال ،لذلك، فإن دراسة الحوسبة السحابية كمهارة تُعد استثمارًا هامًا للمستقبل، لكونها ستفتح لك العديد من فرص العمل في مختلف المجالات، وستُساعدك على التميز في سوق العمل.

ومن هذا المنطلق ندعوك للانضمام إلينا في كورس الحوسبة السحابية المقدّم من أكاديمية اتصالاتي لتبدأ رحلتك في هذا المجال المدهش. وللاستفسار بإمكانك التواصل معنا الآن من هنا!

في النهاية .. وفي ختام هذه المقالة، لا يسعنا إلا التأكيد على أهمية الحوسبة السحابية في عالمنا اليوم، فقد أصبحت هذه التقنية عنصرًا أساسيًا في مختلف المجالات، بدءًا من الأعمال الصغيرة ووصولًا إلى الشركات الكبرى كما والمؤسسات الحكومية.

فإذا كنت من المهتمين بتطوير مهاراتهم التقنية، ننصحك بدراسة الحوسبة السحابية والاستفادة من إمكانياتها الهائلة.

بحث

Seraphinite AcceleratorOptimized by Seraphinite Accelerator
Turns on site high speed to be attractive for people and search engines.