تمثل مهارات مهندس الاتصالات الرئيسية والفعالة إحدى أهم بواعث الاختلاف بين محترفي مجال هندسة الاتصالات وغيرهم من العاجزين على مواكبة التغيرات والتطورات المستمرة التي تطرأ على هذا المجال.
لا سيما أنَّ علم هندسة الاتصالات صنِّف كأسرعٍ العلوم تقدمًا وأكثرها تشعبًا وتوسعًا. مما جعل التميز في هذا المجال مرهونًا باكتساب عددٍ من المهارات الفريدة إلى جانب الخبرات العملية والمعلومات النظرية.
ناهيك عن كمِّ التسيير والتسهيل في استيعاب المعلومات التخصصية بهذا المجال. والذي ستلحظه فيما لو أضفت مهارات مهندس الاتصالات إلى قائمة النقاط الإيجابية التي تتسم بها كمهندس اتصالات.
من هذا المنطلق ولأنه من المحتمل أنك لا تحيطُ علمًا بأي من المهارات عليكَ اكتسابها. قررنا إمدادك ببضعٍ منها مرفقةً بنصائح فعالة لكيفية امتلاكها حتى تكون لكَ بمثابة المؤنس المعين.
حتى تكون قادرًا على إحداث تطورًا بالغًا في صعيد مستقبلك المهني. عليك اتخاذ خطواتك الأولى في بناء المهارات الأساسية التي لا غنى عنها في فلك تخصص هندسة الاتصالات، والتي سيمكنك اكتسابها فيما لو اقتفيتَ آثار إرشاداتنا المدرجة في هذه الفقرة:
لأن علم هندسة الاتصالات ينطوي على التطور سريع الخُطا. ولأنَّ ساحة المنافسة فيه تتسع لتجعل فرصة التميز والتفرد فيه قليلة. كان لا بدَّ لـ مهندس الاتصالات أن يضرب على الوتر الذي يجعله مرغوبا وضامنًا مقعدًا مرموقًا في أي وظيفة يتقدم لها.
إذ لا شيء كفيل بتحقيق ذلك سوى اكتساب المهارات التقنية التي لا حصر لها. والتي يمكننا تلخيصها في كل ما يتعلق باستخدام التكنولوجيا والتنقل عبر الإنترنت واستخدام التطبيقات والبرامج المختلفة وغيرها من المهارات التي تمكنك من إتمام مهامك كـ مهندس اتصالات على الوجه الأكمل.
فهل تتخيل أن تحتاج مثلًا إلى إعداد تقرير عن دراسة أوكلت إليك حول منطقة تغطية ما. ثمَّ وبعد إنجاز المهمة الأصعب تكون عاجزًا عن استخدام برامج Microsoft office لكتابة ما توصلت إليه في دراستك؟
إذ مهما تلقيت من معلومات نظرية في حياتك الدراسية وأتبعتها بخبرات عملية في الدورات التدريبية. فلن تستطيع بالطبع أن تحيط بكامل ما يلزمك من معلومات في مجال هندسة الاتصالات. لا سيما أنه علم سريع التطور.
لذا يلزمك أن تكون على مستوى جيد في العثور على المعلومة الأدق في الوقت الأقل. وهذا هو تمامًا ما سيميزك عن مهندس اتصالات آخر يقف عاجزًا أمام أي معلومة مفقودة تعترض طريق إكماله لمهمته.
لاكتساب هذه المهارة، حاول أن تقيد نفسك في وقت محدود للبحث عن معلومة صعبة العثور ضمن مجال اختصاصك. كذلك اتخذ مبدأ تقليل الأسئلة وتكثيف البحث حتى تكون معتاد الاعتماد على نفسك في المواقف الحرجة.
تعتبر مهارة إدارة المشاريع (PMP) من المهارات التي لا يجب أن تغفل عنها كـ مهندس اتصالات، لا سيما أنك وفي خلال مسيرتك المهنية قد توضعَ موضع مدير إحدى المشاريع الهندسية مثل تتبع سير عمل تخطيط وتنفيذ أبراج التغطية.
فلا يُعقل عندئذٍ أن تمتلك كافة المعلومات التخصصية التي تؤهلك لهذا المنصب. ثمَّ تقف عاجزًا أمام إدارة وقت المشروع وجودته وتحديد متطلباته وتكاليفه. وما إلى ذلك من الممارسات الضرورية في إدارة المشاريع. والتي تستطيع اكتسابها عبر حضور إحدى الكورسات المعتمدة في إدارة المشاريع.
إحدى أهم مهارات مهندس الاتصالات هي قدرته على تحليل البيانات التي بين يديه واستخراج أهم المعلومات المتعلقة بمشروعه. بل وتوظيفها أحيانًا في حل بعض المشكلات المعقدة التي قد يتعرض لها. على سبيل المثال معرفة أسباب تداخل الإشارات أو مشاكل تشويش الإشارة عند بعض المستخدمين.
كذلك وبصفتك مهندس اتصالات فقد يرتكز عملكَ في حين من الأحيان على اكتشاف الأخطاء المؤدية إلى ضعف شبكة الإنترنت. أو فقد الإشارة بين موقعين، ففي مثل تلك المواقف لن يعينك سوى نصيبك من المهارات التحليلية.
قد تبدو لك هذه المهارة من مهارات مهندس الاتصالات بديهية إلى حد ما. إلا أنها وفي مجال عملنا كمهندسين اتصالات تشكل أهمية لا تقل شأنًا عن الخبرة العملية المكتسبة من الدورات التخصصية.
لا سيما أنَّه غالبًا ما تعتمد مهام مهندس الاتصالات على حساب بعض البارامترات المتعلقة بربح الهوائيات على سبيل المثال أو ارتفاعها أو حتى اختيار المكان الأنسب لتركيب أبراج التغطية وتحديد عددها والذي يعتمد على عدة عوامل قد لا تستطع الإحاطة بها إلا إن كنت ممتلكًا لمهارة الانتباه إلى التفاصيل
بعد أن تطرقنا إلى ذكر أهم مهارات مهندس الاتصالات التي ستلزمه في مسيرته المهنية. سنعمد في هذه الفقرة إلى رسم خارطة الطريق لطلبة هندسة الاتصالات بدءًا من الأساسيات التي لا بدَّ من معرفتها، وانتهاءًا بمتطلبات السوق العملية.
على الرغم من التطور الذي تشهده تقنيات هندسة الاتصالات باستمرار. إلا أن هذا التطور مبني على أساسيات لا يمكن استئصالها ولا الاستغناء عنها.
كأقرب مثال على ذلك، تقنية الجيل الخامس بأسرها لم نكن لنشهدها لولا التقنيات السالفة لها والتي بنيت على أساسياتها مع بعض التطويرات والتحسينات.
لذا وحتى تضمن نجاحك الدائم في ظل التطور المستمر، عليك بناء قاعدة هندسية متينة تستطيع بها مواكبة كل ما هو جديد بقليل من الجهد والاطلاع.
غالبًا ما يجري بناء جزء من هذه القاعدة عبر المواد التخصصية في كلية هندسة الاتصَالات. نظرًا لغياب التحديث المستمر لغالبية المناهج الدراسية.
لكن إن كنت لا تنتمي لمقاعد هذا التخصص أو ترغب في بناء هذه القاعدة بصورة متسلسلة وعملية بما يتناسب مع المجال الذي ترغب بالعمل من خلاله مستقبلًا. فيمكنك تتبع مناهجنا في أكاديمية my-communication التي روعيَ بها جميع المستويات ومختلف الفئات.
رأس مال أي مهندس مهما كان تخصصه هو أدواته وبرامجه التي يتكئ عليها لإنجاز مهامه الوظيفية، فكيف سيمكنه إنجاز هذه المهام ما لم يكن ملمًّا باستخدامها والتعامل معها؟
أما مهندس الاتصالات على وجه الخصوص فأدواته هي بعض البرامج الهندسية التي ستلزمه لا محالة في مسيرته المهنية مثل برنامج الحوسبة الرقمية MATLAB. وبرنامج محاكاة الوصلات الميكروية Pathloss وغيرها من البرامج التخصصية التي لا يسعنا ذكرها ضمن بضعة أسطر.
مثل هذه البرامج لا تؤخذ جميعها في دورة واحدة، أو في مكان واحد، إنما عليكَ الإلمام بكل منها على حدى لأنك قد تضطر لاستخدامها في أي وقت.
إذ مهما امتلكتَ من معلوماتٍ أساسية ومهارات عالية الأداء في استخدام البرامج الهندسية. فلن تسمنَ ولن تغني من جوع ما لم تعززها بمتطلبات السوق الحالية، لأنها ستكون عرضة للنسيان مع مرور الوقت. ناهيك عن أنها لن تقدم فائدة حقيقية لأي وظيفة ستتقدم إليها.
لذا يقع على عاتقك ملاحقة الرائج في سوق العمل سواء بالنسبة للخبرات أو المعلومات العملية وحل المشكلات أو حتى التطورات التقنية الحديثة والناشئة كل فترة بسوق العمل.
مثل هذه الخطوة لا يمكن أن يساعدك بها سوى سابقيك بهذا المجال ومن أكل عليهم الدهر وشربَ في سوق العمل. إذ من المتوقع أنهم سيرشدونك إلى القليل المفيد والذي يشكل حاجة ملحةً عند أرباب العمل.
ختامًا،
في خوض التنافس الشرس الذي يشهده مجال هندسة الاتِصالات، عليكَ أن تكون أكثر ذكاءً وأشدُّ حنكةً في التخطيط لمستقبلكَ المهني عبر اكتساب مهارات مهندس الاتصالات الأكثر أهمية، بل وأن تتخذ قرارك بشأن ذلك سريعًا دون تباطؤ أو تسويف.
ولأنَّ المعلومات الجامعية لا تغطي سوى جزءًا يسيرًا مما يحتاجه أي مهندس اتصالات. جمعنا كل ما يلزم مهندس الاتصالات الناجح سواء من ناحية المهارات العامة أو من ناحية الخبرات التخصصية تحت مظلة واحدة وأطلقنا عليها لقب دورة هندسة الاتصالات المتكاملة.
Optimized by Seraphinite Accelerator