في قلب التغيير الذي يطال جميع جوانب الحياة الرقمية يقف مؤتمر LEAP 2025 في المملكة العربية السعودية كأحد الأحداث التقنية الأكثر تأثيرًا في المنطقة والعالم. منذ انطلاقه في عام 2022، أصبح LEAP محركًا رئيسيًا للتطور التكنولوجي، حيث يجمع قادة الفكر، والمبتكرين، ورواد الأعمال، وصناع القرار من مختلف أنحاء العالم لاستكشاف أحدث الاتجاهات التكنولوجية التي تعيد تشكيل عالمنا.
مع رؤية المملكة العربية السعودية الطموحة نحو التحوّل الرّقمي. يقدّم مؤتمر LEAP 2025 منصّة فريدة لعرض التقنيات الأكثر تطوّرًا والتي ستشكّل مستقبل الصناعات والمجتمعات على حدٍّ سواء. في هذه النسخة، كانت التقنيات المستقبلية في صميم الحدث: الذكاء الاصطناعي (AI)، الحوسبة السحابية (Cloud Computing)، الواقع الافتراضي والمعزّز (VR/AR)، البيانات الضخمة (Big Data)، كلّ من هذه التقنيات تلعب دورًا محوريًا في دفع عجلة الابتكار الرقمي، وتحقيق رؤى التحوّل الرقمي في السعودية والمنطقة. ينعقد هذا المؤتمر في دورته الرابعة من 9 إلى 12 فبراير 2025 بمركز الرياض للمعارض والمؤتمرات (ملهم). ويعد بتقديم فرص لا مثيل لها للشركات الناشئة والمستثمرين.
في هذا المقال، نستعرض كيف أثّر LEAP 2025 على التطور الرقمي في السعودية. وما هي التقنيات التي شكّلت الحدث بشكل خاص، وكيف تتماشى هذه التطوّرات مع رؤية المملكة 2030 لتكون السعودية في طليعة القوى الرّقمية العالمية.
الذكاء الاصطناعي (AI) والتعلم الآلي (ML): قلب التحول الرقمي في مؤتمر LEAP 2025
مع التسارع المستمر في التطوّر التكنولوجي، أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) والتعلّم الآلي (ML) من أهم المحرّكات الرئيسية للتحوّل الرّقمي في مختلف الصناعات. في مؤتمر LEAP 2025، كان الذكاء الاصطناعي في صدارة المواضيع التي تم تناولها، حيث تم عرض أحدث التطوّرات والتطبيقات العملية لهذه التقنيات التي تعيد تشكيل طريقة عمل الشركات والحكومات والمجتمعات.
التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي في LEAP 2025
-
الأتمتة الذكية (Intelligent Automation):
تًعتبر الأتمتة الذكية واحدة من أبرز التطبيقات التي تم عرضها في المؤتمر. باستخدام تقنيات مثل أتمتة العمليات الروبوتية (RPA)، حيث سيتم استعراض كيفية استبدال العمليات اليدوية بأنظمة ذكية تعمل بكفاءة أعلى.
تعتمد RPA على خوارزميات الذكاء الاصطناعي لأتمتة المهام الروتينيّة والمعقّدة. على سبيل المثال، في القطاع المالي، يمكن لروبوتات RPA معالجة الفواتير وإدارة الحسابات بشكل تلقائي. وهذا يعني تقليل الأخطاء البشرية ويزيد السرعة.
تم أيضًا عرض تقنيات Hyperautomation، التي تجمع بين RPA والذكاء الاصطناعي . وذلك لإنشاء أنظمة أتمتة شاملة يمكنها التعلّم من البيانات وتحسين العمليات بشكل مستمر.
-
الرؤية الحاسوبية (Computer Vision):
كانت الرؤية الحاسوبية محورًا رئيسًا في المؤتمر، خاصة في مجالات مثل الأمن والرعاية الصحية.
تعتمد الرؤية الحاسوبية على الشبكات العصبية العميقة (Deep Neural Networks)، وخاصّة تقنيات مثل Convolutional Neural Networks-CNNs، التي تسمح بتحليل الصور والفيديوهات في الزمن الحقيقي.
في قطاع الأمن، يمكن معرفة كيفيّة اكتشاف الأنشطة المشبوهة تلقائيًا عن طريق عرض أنظمة مراقبة ذكية. وفي الرعاية الصحية، تم استخدام الرؤية الحاسوبية لتحليل صور الأشعة الطبية وتشخيص الأمراض مثل السرطان بدقة عالية.
-
معالجة اللغة الطبيعية (Natural Language Processing – NLP):
اعتبرت معالجة اللغة الطبيعية من أكثر التقنيات إثارة في المؤتمر، حيث تم عرض كيفية استخدامها لتحسين تجربة المستخدم في مختلف الصناعات.
ترتكز NLP على نماذج متقدّمة مثل Transformer Models، بما في ذلك GPT – Generative Pre-trained Transformer و BERT -Bidirectional Encoder Representations from Transformers. تستخدم هذه النماذج تقنيات التعلّم العميق لفهم اللغة البشرية وإنشاء ردود تفاعلية.
في المؤتمر، عرض مساعدات ذكية قادرة على إجراء محادثات طبيعية مع المستخدمين، مما يساعد في تحسين خدمة العملاء في قطاعات مثل البنوك والتجارة الإلكترونية.
الحوسبة السحابية (Cloud Computing) في LEAP 2025: تحول رقمي عبر البنية التحتية الذكية
تعدّ الحوسبة السحابية من الركائز الأساسية في عملية التحوّل الرقمي، حيث توفّر حلولًا مرنة وآمنة تتيح للشركات تبنّي تكنولوجيا مبتكرة دون الحاجة إلى استثمارات ضخمة في البنية التحتية. في مؤتمر LEAP 2025، تمّ تسليط الضوء على العديد من الحلول السحابية المقدّمة من الشركات الكبرى مثل Amazon Web Services (AWS) and Microsoft Azure، لعرض كيفية تعزيز الابتكار وتوفير بيئات عمل مرنة وفعّالة.
فوائد الحوسبة السحابية
تعتبر الحوسبة السحابية حجر الزاوية في العديد من التطبيقات الحديثة التي تعتمد على البنية التحتية الرقمية. في LEAP 2025، حيت انه سيتم التطرق إلى المزايا الكبيرة التي تقدمها الحوسبة السحابية في تحسين الأداء وتوفير التكلفة. كما تم تناول بعض الخدمات السحابية الأساسية مثل البنية التحتية كخدمة (IaaS)، البرمجيات كخدمة (SaaS)، و المنصات كخدمة (PaaS)، وتفاصيلها التقنية المتقدمة.
1. البنية التحتية كخدمة (IaaS):
من خلال خدمات IaaS، توفر الحوسبة السحابية للشركات القدرة على استئجار الموارد السحابية . مثل الخوادم و الشبكات بدلاً من الاستثمار في البنية التحتية التقليدية. هذا النموذج يتيح للشركات تخفيض التكاليف التشغيلية وزيادة مرونة الوصول إلى الموارد حسب الحاجة.
- AWS EC2 و Azure Virtual Machines من أبرز الحلول السحابية في هذا المجال. تمكّن هذه الخدمات الشركات من استئجار الخوادم الافتراضية التي يمكن تهيئتها وتشغيلها بسهولة لتلبية احتياجاتها المتغيرة.
- التخزين السحابي: تُستخدم تقنيات Amazon S3 و Azure Blob Storage لتخزين كميات ضخمة من البيانات مع إمكانية الوصول إليها عبر الإنترنت بشكل سريع وآمن، مما يساهم في تقليل الحاجة إلى الخوادم المحلية.
2. البرمجيات كخدمة (SaaS):
في LEAP 2025 عرض العديد من الحلول السحابية التي تعزز التعاون بين الفرق داخل المؤسسات وتحسن الإنتاجية. على سبيل المثال، تم تسليط الضوء على Microsoft 365 و Google Workspace التي توفر أدوات مكتبية مثل البريد الإلكتروني، معالجة النصوص، جداول البيانات، والتخزين السحابي.
- Microsoft 365 : يستخدم تقنيات الحوسبة السحابية مثل SharePoint و Teams لتعزيز التعاون بين الموظفين وتسهيل إدارة المشاريع. تتوفر هذه الأدوات عبر السحابة، مما يتيح وصول الفرق في أي مكان وفي أي وقت.
- Google Workspace : يوفر أدوات مثل Google Docs و Google Drive التي تسهل العمل المشترك على المستندات وتخزين الملفات بسهولة على السحابة مع أدوات متعددة للمشاركة والتعاون.
3. المنصات كخدمة (PaaS):
في هذا السياق، التركيز على كيفية تمكين المطورين من بناء ونشر التطبيقات على السحابة باستخدام منصات مخصصة دون الحاجة لإدارة البنية التحتية الأساسية. توفر PaaS بيئة مثالية لتطوير التطبيقات السحابية وتوزيعها بأقل تكلفة وأعلى كفاءة.
Google App Engine و Azure App Service : هما من أهم منصّات PaaS التي تقدّمها شركات الحوسبة السحابية. تساعد هذه المنصات في تطوير التطبيقات بسرعة باستخدام اللغات الشائعة مثل Python و Node.js و Java.
ملاحظةKubernetes في Azure هو إطار عمل مفتوح المصدر يستخدم لإدارة الحاويات (containers) التي تحتوي على التطبيقات، مما يسهل نشر التطبيقات على نطاق واسع مع قابلية التوسع التلقائي. |
جلسات متخصصة في مؤتمر LEAP 2025 في السعودية
تمّ تخصيص العديد من الجلسات الخاصّة لعرض دراسات حالة تبرز كيف أن الحوسبة السحابية ساعدت الشركات في تحقيق النمو والابتكار. حيث تمّ التركيز على استخدام الحوسبة السحابية متعدّدة المناطق التي تساعد الشركات في تحسين سرعة استجابة التطبيقات وتقليل التأخير عبر الحدود الجغرافية. تم عرض الحلول التي يمكن أن تحسّن من زمن الاستجابة لتطبيقات المستخدمين عبر العالم من خلال استضافة البيانات في مراكز بيانات متعددة موزعة عالميًا. إليك أهم النقاط حول ذلك:
- تتيح الاستضافة المتعددة المناطق للشركات توزيع البيانات والموارد على مراكز بيانات في مناطق جغرافية متعددة وبالتالي تعزيز الأداء و تقليل الزمن المستغرق في استرجاع البيانات.
- استخدام CDN – Content Delivery Network، مثل Amazon CloudFront و Azure CDN، يساهم في تحسين سرعة تحميل المحتوى عبر الإنترنت بتخزين النسخ المحلية من البيانات في المواقع القريبة من المستخدمين.
أصبحت الحوسبة السحابية جزءًا لا يتجزأ من الاستراتيجيات الرّقمية للمؤسسات حول العالم. في LEAP 2025، تم تسليط الضوء على كيفية تسريع الابتكار والتطوير في المؤسسات باستخدام IaaS، SaaS، و PaaS. حيث تقدّم هذه الحلول السحابية مرونة أكبر للشركات وتساهم في تقليل التكاليف وتحسين الإنتاجية. بالإضافة إلى ذلك، تم استعراض كيف أن هذه التقنيات تمكّن الشركات من تحسين التطبيقات، إدارة البيانات الكبيرة، وتقديم حلول اقتصادية في بيئات العمل.
الاتجاهات المستقبلية للذكاء الاصطناعي
في مؤتمر LEAP 2025 في السعودية، تمّت أيضًا مناقشة الاتجاهات المستقبلية للذكاء الاصطناعي، بما في ذلك:
- الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI):
تم عرض تقنيات مثل DALL-E و Stable Diffusion التي يمكنها إنشاء صور وفنون رقمية بناءً على أوصاف نصية.
- التعلم المعزز (Reinforcement Learning):
استعراض كيفية استخدام هذه التقنية في تطوير أنظمة قادرة على اتخاذ قرارات معقدة، مثل السيارات ذاتية القيادة.
- الأخلاقيات والتنظيم:
مناقشة أهمية وضع إطار أخلاقي لاستخدام الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك قضايا الخصوصية والتحيز في الخوارزميات.
وهكذا نجد أنّ الذكاء الاصطناعي والتعلّم الآلي كانا في قلب مؤتمر LEAP 2025، كما يجب الإشارة أنّه ستم عرض أحدث التطورات والتطبيقات العملية لهذه التقنيات. من خلال ورش العمل التفاعلية والعروض التفاعليّة التي تمكّن الحضور من تجربة هذه التقنيات بشكل مباشر، وهذا ما جعل المؤتمر أكثر من مجرّد حدث تقني لكونه تجربة تعليمية غنيّة. بفضل هذه الجهود، أصبح LEAP منصة عالمية تُظهر كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعيد تشكيل المستقبل الرقمي.
الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) في مؤتمر LEAP 2025 في السعودية: تطور في التعليم والتدريب
تعدّ تقنيات الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) من المجالات التي شهدت تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة. وعلى الرغم من أن هذه التقنيات ليست جديدة، إلا أن مؤتمر LEAP 2025 شهد تطبيقات مبتكرة في استخدام هذه التكنولوجيا عبر مجالات متعددة، خاصة في التعليم والتدريب.
التطبيقات في التعليم والتدريب
-
الواقع الافتراضي (VR):
من الجدير بالذكر أنّه تمّ في المؤتمر استعراض تطبيقات الواقع الافتراضي في بيئات تعليمية ومحاكاة، حيث سمحت هذه التكنولوجيا للمشاركين بتجربة مشاهد عملية مثل إجراء العمليات الجراحية أو التدريب على قيادة الطائرات. تم استخدام أجهزة مثل Oculus Quest 2 التي توفر بيئات افتراضية غامرة، مما يساعد في تقديم تجربة تعليمية محاكية للواقع دون المخاطر التي قد تصاحب التجربة الحقيقية.
من ناحية أخرى تعتمد تقنيات VR على أنظمة متقدمة مثل محركات الألعاب ثلاثية الأبعاد وتقنيات التتبع الحركي، والتي تتيح للمستخدمين التفاعل مع البيئات الافتراضية باستخدام أذرع تحكم متصلة أو حتى تقنيات التحكم بالحركة.
-
الواقع المعزز (AR):
شهد المؤتمر عرضاً مميزاً لاستخدام AR في خلق بيئات تعليمية تفاعلية، حيث تم استخدام Microsoft HoloLens لدمج المعلومات الرقمية مع العالم الحقيقي، ما يساعد في إثراء تجربة التعلم. على سبيل المثال، يمكن للطلاب استخدام AR لتصوّر الهياكل الثلاثية الأبعاد للأعضاء البشرية أو حتى استخدام تقنيات الواقع المعزز في مجالات الهندسة والطب لفهم الأنظمة المعقدة بشكل مرئي.
يرتكز AR على تقنيات مثل الخرائط ثلاثية الأبعاد والتعرف على الصور لدمج العناصر الافتراضية مع العالم الحقيقي. يقوم النظام بمسح البيئة المحيطة باستخدام كاميرات متقدّمة وأجهزة استشعار، ثم يعرض عناصر رقمية في نقاط معينة ضمن العرض التفاعلي.
خلال فعاليات مؤتمر LEAP 2025 في السعودية، استفاد المشاركون من العروض الحية التي جمعت بين AR و VR، حيث تم استخدام الهولوغرامات لعرض محتوى ثلاثي الأبعاد قابل للتفاعل، الأمر الذي أضاف أبعاداً جديدة في نقل المعرفة. كما تمّ تخصيص جلسات لتقديم أحدث تقنيات الواقع الافتراضي في الألعاب والترفيه، ما أتاح للحضور تجارب غير تقليدية عززت من تجربة الترفيه والتعليم.
البيانات الضخمة (Big Data) وتحليل البيانات في مؤتمرLEAP 2025 في السعودية
في عالم يزداد فيه حجم البيانات بشكل سريع، أصبحت تحليل البيانات الضخمة أداة مهمة لاتخاذ القرارات الاستراتيجية في العديد من القطاعات. في LEAP 2025، تم عرض كيف يمكن الاستفادة من هذه البيانات في الرعاية الصحية، النقل، و الطاقة.
-
دراسات حالة واستخدامات البيانات الضخمة:
-
في الرعاية الصحية:
عرض كيفية استخدام البيانات الضخمة في تحسين التشخيصات الطبية. على سبيل المثال، تم استخدام التعلم الآلي (ML) لتحليل البيانات الوراثية، مما يسمح بتقديم علاجات طبية مخصصة حسب الاحتياجات الفردية. يعتمد هذا النوع من التحليل على خوارزميات التعلم العميق مثل الشبكات العصبية العميقة (DNNs) و الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الضخمة وتحقيق التنبؤات الدقيقة.
-
في النقل:
عرض المؤتمر كيفية استفادة المدن الذكية من البيانات الضخمة لتحسين خطط النقل وتقليل الازدحام المروري، مما يساهم في تحسين الكفاءة التشغيلية وتوفير بيئة نقل مستدامة. حيث يتم استخدام أدوات مثل Apache Hadoop و Spark لتحليل كميات ضخمة من البيانات بشكل سريع وفعال. هذه الأدوات تدير البيانات عبر مجموعات من الخوادم لتحسين الكفاءة في معالجة وتحليل البيانات.
في المقابل، تم تنظيم ورش عمل تفاعلية حول كيفية استخدام أدوات مثل Hadoop و Spark لتحليل البيانات الضخمة. كما تسليط الضوء على تقنيات تحليل البيانات في الوقت الفعلي التي تساهم في اتخاذ قرارات سريعة، خاصة في مجالات مثل مراقبة الصحة العامة و إدارة المرور.
خلال مؤتمر LEAP 2025، أظهرت التقنيات الحديثة مثل الواقع الافتراضي (VR)، الواقع المعزز (AR)، البيانات الضخمة كيف يمكن أن تعيد تشكيل المستقبل الرقمي في التعليم والتدريب، بالإضافة إلى تحسين الأداء في قطاعات حيوية أخرى. من خلال دمج هذه التقنيات مع الأدوات المتقدمة مثل Hadoop و Spark، أصبح بالإمكان تحقيق تحسينات كبيرة في كفاءة الأداء واتخاذ القرارات الاستراتيجية المبنية على تحليلات دقيقة للبيانات.
إنترنت الأشياء (IoT) في مؤتمر LEAP 2025 في السعودية: تعزيز الكفاءة في المدن الذكية والصناعة.
تُعد تقنية إنترنت الأشياء (IoT) واحدة من أبرز الابتكارات التكنولوجية. وذلك لتطبيقها بشكل واسع في مختلف الصناعات لتحسين الكفاءة والابتكار. في مؤتمر LEAP 2025 في السعودية، تم استعراض العديد من التطبيقات المتقدّمة لـ IoT التي توفّر حلولًا ذكية لقطاعات مختلفة. مثل المدن الذكية والرعاية الصحية والصناعة.
التطبيقات في المدن الذكية:
عرض العديد من الحلول الذكية التي يستخدم فيها IoT لتحسين إدارة المدن الذكية. مثل تحسين إدارة الطاقة باستخدام Smart Grids و تقليل استهلاك المياه والطاقة باستخدام أجهزة الاستشعار المتصلة بالشبكة.
-
تحسين إدارة الطاقة عبر Smart Grids:
تقنية Smart Grids هي عبارة عن شبكات كهربائية ذكية تستخدم أجهزة الاستشعار المتّصلة بالإنترنت لمراقبة وتوزيع الطاقة بشكل فعال. من خلال استخدام هذه التقنية، يمكن مراقبة استهلاك الكهرباء في الوقت الفعلي. وتحديد المناطق التي تعاني من زيادة في الطلب على الطاقة أو الهدر الكهربائي.
تعتمد Smart Grids على أجهزة استشعار عن بُعد تستخدم تقنيات مثل LoRaWAN و NB-IoT لتحليل البيانات في الزمن الفعلي. يتم تحليل هذه البيانات باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد الأنماط غير الطبيعية في استهلاك الطاقة. الأمر الذي يساهم في تحسين الكفاءة وتقليل الفاقد. من ناحية أخرى يتم استخدام التحليل التنبؤي للتنبؤ بمستويات الطلب على الطاقة بناءً على بيانات التاريخ الفعلي وبيانات الطقس، مما يمكن السلطات من اتخاذ الإجراءات اللازمة لتوزيع الطاقة بشكل أكثر كفاءة.
-
تقليل استهلاك المياه والطاقة:
في المدن الذكية، يتم استخدام أجهزة الاستشعار المتّصلة بالشبكة لمراقبة استهلاك المياه والطاقة بشكل دقيق. تساعد هذه الأجهزة في توفير حلول فعّالة لمراقبة وتحديد أماكن التسريبات في شبكات المياه أو الكهرباء. الأمر الذي يساعد على الحد من الفاقد وتحقيق كفاءة أكبر.
يتم استخدام تقنيات مثل شبكات LoRaWAN و NB-IoT لربط الأجهزة المتنوعة، مثل عدّادات المياه و عدّادات الكهرباء، مع شبكة الإنترنت. مما يتيح جمع البيانات وتحليلها في الزمن الفعلي. كما يتم استخدام تقنيات التحليل البيئي لتحديد الأماكن التي يوجد فيها هدر غير ضروري. مما يعني المساهمة في اتّخاذ تدابير للحد من هذا الهدر. تُعد هذه التقنيات مثالية في المناطق الحضرية الكبيرة حيث يصعب مراقبة استهلاك الموارد يدويًّا.
خلال مؤتمر LEAP 2025، تم تخصيص جلسات خاصة لعرض كيفية استخدام إنترنت الأشياء (IoT) في جمع البيانات وتحليلها لتحسين العمليات الصناعية والمدنية. تم عرض كيف يمكن للبيانات التي يتم جمعها عبر أجهزة IoT أن تساهم في تحسين العمليات وتقليل التكاليف التشغيلية في قطاعات متنوعة. حيث تمّ ما يلي:
- استخدام LaRaWAN (شبكة التحكم في النطاق الواسع طويل المدى) و NB-IoT (شبكة إنترنت الأشياء منخفضة الطاقة) لربط الأجهزة الذكية في بيئات متنوعة، مثل المدن الذكية و المناطق الصناعية. هذه الشبكات توفر تغطية واسعة النطاق للمناطق التي يصعب الوصول إليها باستخدام تقنيات أخرى.
- عرض تطبيقات عملية في مراقبة البيئة، مثل تحليل جودة الهواء و مراقبة الظروف البيئية في المناطق الحضرية باستخدام أجهزة استشعار IoT. يتم استخدام البيانات المجمعة لتحليل تأثيرات الاحتباس الحراري والتلوث على البيئة.
الأمن السيبراني (Cybersecurity) في مؤتمر LEAP 2025 في السعودية: حماية الشبكات والبيانات في عالم متصل
مع تزايد التهديدات السيبرانية على مستوى العالم، أصبح من الضروري تطبيق حلول الأمن السيبراني الحديثة لحماية البيانات والشبكات. في LEAP 2025، استعراض مجموعة من الاستراتيجيات والتقنيات التي تهدف إلى تعزيز الأمان الرقمي.
استراتيجيات الدفاع السيبراني:
والمقصود بها عرض أحدث الحلول الأمنية التي تستخدم الأمن السيبراني لحماية الأنظمة الرقمية من التهديدات المتزايدة. أحد هذه الحلول هو Zero Trust Architecture، الذي يُعدّ من الأساليب الأكثر فعالية. وذلك في حماية الأنظمة من التهديدات الداخلية والخارجية على حد سواء. وهي:
-
Zero Trust Architecture:
تعتبر Zero Trust بنية أمان مبتكرة تقوم على فرض مبدأ “عدم الثقة” في الشبكات الداخلية أو الخارجية. بدلًا من منح الوصول إلى الشبكة بمجرد التحقق من هوية المستخدم أو الجهاز. يعتمد هذا النظام على التحقق المستمر طوال فترة الوصول. حيث:
- يعتمد Zero Trust على التحقّق المستمر من هوية المستخدمين وأجهزتهم من خلال التحقق البيومتري و المصادقة متعددة العوامل (MFA). يستخدم النظام تقنيات التشفير المتقدمة لضمان أن البيانات المرسلة بين الأجهزة والشبكات محمية.
- يتم تطبيق التنقل الديناميكي (Dynamic Segmentation) في الشبكة، حيث يتم تقسيم الشبكة إلى أجزاء صغيرة ومتخصصة، ويتم منح الوصول فقط إلى الأشخاص أو الأنظمة التي تحتاج إليها. يساعد هذا في الحد من الأضرار المحتملة في حال حدوث اختراق.
-
استخدام الذكاء الاصطناعي في الكشف عن التهديدات:
عرض كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في الكشف عن التهديدات السيبرانية وتحليل الأنماط غير العادية عبر الشبكات. حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات الهائلة التي تتدفق عبر الشبكات لاكتشاف الأنماط التي تشير إلى وجود تهديدات محتملة.
كما يحب الإشارة إلى استخدام تعلّم الآلة (Machine Learning) لاكتشاف الأنماط غير الطبيعية في حركة المرور عبر الشبكة. مثل الأنشطة المشبوهة أو المحاولات غير المصرّح بها للوصول إلى الأنظمة. وكذلك فهم الشبكات العصبية العميقة (DNNs) التي تُستخدم في تحليل الأنماط عبر البيانات . وتحليل البيانات المعقّدة التي لا يمكن اكتشافها بسهولة بواسطة الأنظمة التقليدية.
والأهم من ذلك، تطبيق تقنيات التعلّم غير المشرف مثل التحليل العنقودي (Clustering) لاكتشاف التهديدات الجديدة التي لم يتم التعرف عليها من قبل.
بناء عليه تم تنظيم ورش عمل متخصصة في LEAP 2025 لتعليم الحضور كيفيّة تطبيق استراتيجيات الدفاع السيبراني المتقدّمة مثل Zero Trust. كما تم استعراض كيفية حماية البيانات الشخصية باستخدام تقنيات التشفير المتقدّمة، مثل التشفير باستخدام المفاتيح العامّة والخاصة. وكذلك التطرّق إلى ما يلي:
- عرض كيفية استخدام التشفير المتقدم لحماية البيانات الحساسة سواء أثناء النقل أو أثناء التخزين. تقنيات مثل التشفير باستخدام المفاتيح العامة (RSA) و التشفير المتماثل (AES) تساعد في تأمين البيانات من التهديدات المحتملة.
- كما تم استعراض كيفية استخدام Artificial Intelligence في كشف الأنماط غير العادية عبر الشبكات. وتعزيز أمان الشركات ضد الهجمات السيبرانية المتقدمة.
وكما ذكرنا أنّه خلال LEAP 2025، تم استعراض كيف يمكن لتقنيات إنترنت الأشياء (IoT) و الأمن السيبراني، ممّا يعني المساهمة في تعزيز الكفاءة وتحقيق الأمان في عالم متصل. فمن خلال استخدام تقنيات مثل Smart Grids و Zero Trust Architecture. تم تمهيد الطريق لمدن ذكية وآمنة وصناعات أكثر ابتكارًا وكفاءة.
في النهاية، نجد أن مؤتمر LEAP 2025 في السعودية كان حدثًا استثنائيًا استطاع الجمع بين التكنولوجيا والابتكار، الأمر الذي وفّر منصة لتبادل المعرفة وعرض أحدث التقنيات التي ستشكل مستقبل العالم. من خلال دمج تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، الحوسبة السحابية، الواقع الافتراضي، والبيانات الضخمة. قدّم المؤتمر رؤية واضحة لكيفية استخدام هذه التقنيات لدفع التحول الرقمي في السعودية والمنطقة.
بفضل هذه الجهود، أصبح LEAP منصة عالمية تجمع بين الخبراء والمبتكرين لبناء مستقبل رقمي أكثر إشراقًا.